خطیب صلاة الجمعة في ستوکهولم: کتاب عیون أخبار الرضا (ع) من اقدم واجمع واوثق الكتب في حياة مولانا الامام الرضا علیه السلام

أقيمت صلاة الجمعة في مركز الامام علي (ع)  الاسلامي في ستوكهولم يوم الجمعة الموافق 4 آغسطس 2017 بامامة سماحة العلامة السيد حسين الحسيني القمي ( دامت بركاته ) .
 
ابتدأ سماحته الخطبة الاولى لصلاة الجمعة بمقولة لامير المؤمنين علي بن ابي طالب  (عليه السلام) يقول فيها: 
 
((إياكم وتهزيع الأخلاق وتصريفها، واجعلوا اللسان واحداً، وليخترن الرجل لسانه، فإن هذا اللسان جموح بصاحبه، والله ما أرى عبداً يتقي تقوىً تنفعه حتى يختزن لسانه، وإن لسان المؤمن من وراء قلبه، وأن قلب المنافق من وراء لسانه; لأن المؤمن إذا أراد أن يتكلم بكلام تدبره في نفسه، فان كان خيراً أبداه، وان كان شراً واراه، وان المنافق يتكلم بما أتى على لسانه لا يدري، ماذا له، وماذا عليه، 
 
 
 
 
ولقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): 
لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، فمن استطاع منكم أن يلقى الله تعالى وهو نقي الراحة من دماء المسلمين وأموالهم، سليم اللسان من أعراضهم، فليفعل .)) 
نهج البلاغة خطبة: 176، البحار 71:291. 
 
 
 
 
 
 
وفي خطبة صلاة الجمعة الثانية 
 
صلى سماحته  على الامام علي بن موسى الرضا (ع) حيث يصادف في هذا اليوم المبارك ولادتة عليه السلام , وبعد التهنئة للاخوة والاخوات الحضور بولادته الميمونة المباركة , قدم عرضا جميلا مما جاء من حياته الشريفة , حيث قال : 
 
 
 
 
 
 
 ألف ." قد الف الشيخ الصدوق ابي جعفر محمد بن علي بن الحسن ابن بابوية القمي  كتاب عيون أخبار الرضا ،المتوفى سنة 381 هـ ,وهذا الكتاب من اقدم واجمع واوثق الكتب في حياة مولانا الامام الرضا (ع) , وقد اشار سماحته الى مقاطع من هذا الكتاب:  
 
((عن أبي الصلت الهروي قال: إن المأمون قال للرضا علي بن موسى " ع " يا بن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك وأراك أحق بالخلافة منى، فقال الرضا " ع " بالعبودية لله عز وجل أفتخر، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله تعالى، فقال له المأمون: انى قد رأيت أن أعزك نفسي عن الخلافة واجعلها لك وأبايعك! فقال له الرضا إن كانت هذه الخلافة لك وجعلها الله لك فلا يجوز لك أن تخلع لباسا ألبسكه الله وتجعله لغيرك وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك تجعل لي ما ليس لك فقال له المأمون يا بن رسول الله لابد لك من قبول هذا الامر فقال لست أفعل ذلك طايعا ابدا فما زال يجهد به أياما حتى يأس من قبوله له فإن لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك فكن ولى عهدي لتكون لك الخلافة بعدى فقال الرضا " ع " والله لقد حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وآله انى اخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسم مظلوما تبكى على ملائكة السماء وملائكة الأرض وادفن في أرض غربة :
 
ثم قال له يا بن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك وانا حي قال الرضا " ع " اما انى لو أشاء ان أقول من الذي يقتلني لقلت فقال المأمون يا بن رسول الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الامر عنك ليقول الناس انك زاهد في الدنيا فقال الرضا " ع " والله ما كذبت منذ خلقني ربى تعالى وما زهدت في الدنيا للدنيا وانى لا علم ما تريد قال المأمون وما أريد قال الأمان على الصدق قال لك الأمان قال تريد بذلك أن يقول الناس ان علي بن موسى الرضا لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه الا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة فغضب المأمون ثم قال إنك تتلقاني ابدا بما أكرهه وقد آمنت سطوتي فبالله أقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك فان فعلت وإلا ضربت عنقك فقال الرضا " ع " قد نهاني الله عز وجل ان القى بيدي إلى التهلكة فإن كان الامر على هذا فافعل ما بدا لك وانا أقبل ذلك على أن لا أولى أحدا ولا أعزل أحدا ولا انقض رسما ولا سنة وأكون في الامر بعيدا مشيرا فرضى منه بذلك وجعله ولى عهده على كراهة منه " ع " لذلك .)) علل الشرائع للشيخ الصدوق ج1 ص  137-138. 
 
 
 
 
 
 
ب: المقطع الثاني من حياة الامام الذي ذكره الصدوق (رض) , في اظهار كرامات الامام الرضا (ع) واستثمارها في اصلاح المجتمع : 
 
((ففي بداية ولاية العهد احتبس المطر، فجعل بعض حاشية المأمون والمبغضين للإمام عليه‌السلام يقولون: انظروا لمّا جاءنا علي بن موسى وصار ولي عهدنا، حبس الله عنّا المطر، وسمع المأمون بذلك فاشتدّ عليه، وطلب من الإمام عليه‌السلام أن يدعو الله لكي يمطر الناس،فقال الامام نعم , قال المأمون متى تفعل ذلك , وكان ذلك يوم الجمعة   ؟  فقال الامام يوم الاثنين فان رسول الله صلى الله عليه واله اتاني البارحه في المنام ومعه امير المؤمنين فقال : يابني انتظر يوم الاثنين فانزل الى الصحراء واستسقي واخبرهم مما يراك , فخرج عليه‌السلام إلى الصحراء وخرج الناس ينظرون، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (اللهم يا رب أنت عظّمت حقنا أهل البيت، فتوسّلو بنا كما أمرت وأمّلوا فضلك ورحمتك وتوقّعوا إحسانك ونعمتك، فاسقهم سقياً نافعاً عاماً غير رايث، ولا ضائر، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى منازلهم ومقارّهم). 
ويقول الإمام محمد الجوادعليه‌السلام راوي الخبر: (فو الذي بعث محمداً بالحق نبياً لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم وأرعدت وأبرقت وتحرك الناس كأنهم يريدون التنحي عن المطر). 
 
وأخبرهم الإمام عليه‌السلام أن هذا السحاب هو للبلد الفلاني، وهكذا إلى أن أقبلت سحابة حادية عشر، فقال عليه‌السلام : (أيها الناس هذه سحابة بعثها الله عَزَّ وجَلَّ لكم، فاشكروا الله على تفضله عليكم وقوموا إلى مقاركم ومنازلكم فإنها مسامتة لكم ولرؤوسكم ممسكة عنكم إلى أن تدخلوا إلى مقاركم ثم يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله تعالى وجلاله). 
 
فانصرف الناس ونزل المطر بكثافة فجعل الناس يقولون: هنيئاً لولد رسول الله صلى‌الله‌عليه ‌وآله‌ وسلم كرامات الله عَزَّ وجَلَّ . ))عيون اخبار الرضا 3-164
 
 
وفي نهاية الصلاة ابتهل السيد الحسيني بالدعاء للحاضرين بالتوفيق للثبات على ولاية أئمة الهدى ومصابيح الدجى (ع) وان يعجل الله في فرج سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان ( عج ) وان يعم الامن والامان في ارجاء المعمورة ببركة محمد وآله الطاهرين.
 
 
 
 
----
تم النشر: 08-08-2017