إعلان عن مجالس عزاء شهر محرم الحرام لسنة 2021

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضىٰ،
 
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ،
 
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرىٰ،
 
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللّٰهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ،...
 
 
 
إعلان برنامج شهر محرم لسنة 2021 - السوید
 
 
یقیم مرکز الإمام علي (ع) الإسلامي برنامجه السنوي بمناسبة شهر محرم الحرام و ذکری شهادة سيد الشهداء وسید شباب أهل الجنة، أبي الأحرار الإمام أبي عبدالله الحسین (ع) وأهل بيته و أصحابه الكرام و ذلك من یوم الإثنين الموافق 9 آغسطس 2021 و لمدة 13 لیلة.
 
 
یرتقي المنبر الخطیب الحسیني سماحة الشیخ أحمد القرآني والرادود الحسیني ملا محمد باقر الكربلائي.
 
 
یبدأ البرنامج الساعة 21:00 (التاسعة مساء) في کل لیلة.
 
 
سیکون حضور الإخوة الرجال في صالة الإجتماعات و الأخوات النساء في قسمي المصلی.
 
 
یرجی مراعاة قوانین وقوف السیارات في داخل و خارج المرکز والتعاون مع الخدّام و لن یسمح بوقوف السیارات في مواقف جیران المرکز في ساعات العمل الرسمي و خاصة في برنامج یوم عاشوراء. من الافضل إستخدام وسائل النقل العام.
 
 
سیقام برنامج یوم عاشوراء و قراءة مقتل الإمام الحسین (ع)، یوم الخميس الموافق 19 آغسطس الساعة العاشرة صباحا في صالة الإجتماعات للمرکز رجالا و نساء.
 
 
هذا و یستقبل مرکز الإمام علي (ع) الإسلامي مساعداتکم المالیة لإحیاء هذه البرامج و ذلك عن طریق رقم سویش 1231963024 أو رقم بلوس جیرو 1-643195. یرجی ذکر عبارة Muharram عند الدفع عن طریق سویش أو بلوس جیرو. بالإمکان أیضا دفع المبلغ نقدا أو عن طریق بطاقة الإئتمان في داخل المرکز. 
 
 
 
 
ملاحظة هامة! 
تقام برامج عزاء شهر محرم الحرام مع مراعاة القوانين والتوصيات الصحية في زمن تفشي فايروس كورونا. من الضروري عدم المشاركة في البرنامج عند بروز علائم المرض ومراعاة التباعد الإجتماعي عند الحضور والتعاون مع خدّام البرنامج حفاظا على سلامة جميع المشاركين وزوّار الإمام الحسين (ع).
 
 
نهیب بالاخوة و الاخوات بالمشارکة الفعالة لاحیاء الشعائر الحسینیة "ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ".
 
 
 

 

 

 

 

زیارة الإمام الحسین (ع)

 

زيارة وارث، هي إحدى الزيارات المشهورة من بين الزيارات الخاصة للإمام الحسين (ع)، وهي مروية عن الإمام الصادق (ع)

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

«اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ،

 

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ نُوح نَبِيِّ اللهِ،

 

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ،

 

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ،

 

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ مُحَمَّد حَبيبِ اللهِ،

 

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ مُحَمَّد الْمُصْطَفى،

 

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ عَلِيِّ الْمُرْتَضى،

 

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ،

 

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خَديجَةَ الْكُبْرى،

 

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ،

 

اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَاَطَعْتَ اللهَ وَرَسُولَهُ حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ،

 

فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ،

 

يَا مَوْلايَ يَا أبا عَبْدِاللهِ، أشْهَدُ أنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الاَْصْلابِ الشّامِخَةِ، وَالاَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِاَنْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمّاتِ ثِيَابِها،

 

وَاَشْهَدُ أنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدّينِ، وَأرْكانِ الْمُؤْمِنينَ،

 

وَأشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادِي الْمَهْدِىُّ،

 

وَاَشْهَدُ أنَّ الاَْئِّمَةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى، وَأعْلامُ الْهُدى، وَالْعُروَةُ الْوُثْقى، وَالْحُجَّةُ عَلى اَهْلِ الدُّنْيَا،

 

وَاُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ أنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِيَابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايـِعِ ديني وَخَواتيمِ عَمَلي، وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَأمْري لاَِمْرِكُمْ مُتَّبِـعٌ،

 

صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى أرْواحِكُمْ وَعَلى اَجْسادِكُمْ وَعَلى اَجْسامِكُمْ وَ عَلى شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبِكُمْ وَعَلى ظاهِرِكُمْ وَعَلى باطِنِكُمْ.

 

 

ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقُل:

 

بِاَبي أنْتَ وَاُمّي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، بِاَبي أنْتَ وَاُمّي يَا اَبا عَبْدِاللهِ،

 

لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ أهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، فَلَعَنَ اللهُ أمَّةً أسْرَجَتْ وَألْجَمَتْ وَتَهَيَاتْ لِقِتالِكَ،

 

يَا مَوْلايَ يَا اَبا عَبْدِاللهِ، قَصَدْتُ حَرَمَكَ، وَأتَيْتُ اِلى مَشْهَدِكَ،

 

أسْألُ اللهَ بِالشَّأنِ الَّذي لَكَ عِنْدَهُ وَبِالَْمحَلِّ الَّذي لَكَ لَدَيْهِ أنْ يُصَلِيَّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ».

 

 


 

 

 

 

 

خطب الإمام الحسین (ع) في کربلاء

 
 
خطبة الإمام الحسين عليه السلام في منى
 
ولم يزل الحسين بن علي عليه السلام يطلب الفرصة لانهاض المسلمين وإيقاظهم وتحذيرهم من إمارة يزيد
 
سليم بن قيس:أنه لما كان قبل موت معاوية بسنة، حج الحسين بن علي صلوات الله عليهما، وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر معه، فجمع الحسين عليه السلام بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم، ومن الأنصار ممن يعرفه الحسين عليه السلام وأهل بيته ثم أرسل رسلا لا تدعوا أحدا ممن حج العام من أصحاب رسول الله عليه السلام المعروفين بالصلاح والنسك إلا أجمعوهم لي، فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل وهم في سرادقه، عامتهم من التابعين، ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبى عليه السلام، فقام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال عليه السلام:أما بعد فإن هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم، وإني أريد أن أسألكم عن شيء، فإن صدقت فصدقوني وإن كذبت فكذبوني، وأسألكم بحق الله عليكم وحق رسول الله عليه السلام وقرابتي من نبيكم لما سيرتم مقامي هذا، ووصفتم مقالتي ودعوتم أجمعين في أمصاركم من قبائلكم من أمنتم من الناس .
 
وفي رواية أخرى بعد قوله:فكذبوني:إسمعوا مقالتي واكتبوا قولي، ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم فمن أمنتم من الناس .
 
 
ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون من حقنا فإني أتخوف أن يدرس هذا الأمر ويذهب الحق ويغلب، "والله متم نوره ولو كره الكافرون " وما ترك شيئا مما أنزل الله فيهم من القرآن إلا تلاه وفسره، ولا شيئا مما قاله رسول الله صلى الله علية واله وسلم في أبيه وأخيه وأمه وفي نفسه وأهل بيته إلا رواه، وكل ذلك يقول أصحابه:أللهم نعم، وقد سمعنا وشهدنا، ويقول التابعي: أللهم قد حدثني به من أصدقه وأئتمنه من الصحابة، فقال: أنشدكم الله إلا حدثتم به من تثقون به وبدينه .
 
 
قال سليم:فكان فيما ناشدهم الحسين عليه السلام وذكرهم أن قال: أنشدكم الله!أتعلمون أن علي بن أبي طالب كان أخا رسول الله صلى الله علية واله وسلم حين آخى بين أصحابه فآخى بينه وبين نفسه، وقال:أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة . قالوا:أللهم نعم!قال:أنشدكم الله!هل تعلمون أن رسول الله صلى الله علية واله وسلم اشترى موضع مسجده ومنازله فابتناه ثم ابتنى فيه عشرة منازل، تسعة له وجعل عاشرها في وسطها لأبي، ثم سد كل باب شارع إلى المسجد غير بابه فتكلم في ذلك من تكلم، فقال: ما أنا سددت أبوابكم وفتحت بابه، ولكن الله أمرني بسد أبوابكم وفتح بابه .
 
ثم نهى الناس أن يناموا في المسجد غيره، وكان يجنب في المسجد، ومنزله في منزل رسول الله صلى الله علية واله وسلم فولد لرسول الله صلى الله علية واله وسلم وله فيه أولاد .
 
قالوا:أللهم نعم!قال:أفتعلمون أن عمر بن الخطاب حرص على كوة قدر عينه يدعها في منزله إلى المسجد فأبى عليه، ثم خطب، فقال إن الله أمرني أن أبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيري وغير أخي وبنيه . قالوا:أللهم نعم .
 
قال:أنشدكم الله!أتعلمون أن رسول الله صلى الله علية واله وسلم نصبه يوم غدير خم، فنادى له بالولاية، وقال: ليبلغ الشاهد الغائب . قالوا: أللهم نعم .
 
قال:أنشدكم الله!أتعلمون أن رسول الله صلى الله علية واله وسلم قال له في غزوة تبوك: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وأنت ولى كل مؤمن بعدي . قالوا أللهم نعم .
 
قال:أنشدكم الله!أتعلمون أن رسول الله صلى الله علية واله وسلم حين دعا النصارى من أهل نجران إلى المباهلة لم يأت إلا به وبصاحبته وابنيه، قالوا: أللهم نعم .
 
قال:أنشدكم الله!أتعلمون أنه دفع إليه اللواء يوم خيبر ثم قال: لأدفعه إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، كرار غير فرار، يفتحها الله على يديه . قالوا: أللهم نعم .
 
قال:أتعلمون أن رسول الله بعثه ببراءة وقال: لا يبلغ عني إلا أنا، أو رجل مني . قالوا:أللهم نعم .
قال:أتعلمون أن رسول الله صلى الله علية واله وسلم لم تنزل به شدة قط إلا قدمه لها ثقة به، وأنه لم يدعه باسمه قط إلا يقول:يا أخي!وادعوا لي أخي . قالوا:أللهم نعم .
 
قال:أتعلمون أن رسول الله صلى الله علية واله وسلم قضى بينه وبين جعفر وزيد فقال: يا علي!أنت مني وأنا منك، وأنت ولى كل مؤمن بعدي . قالوا: أللهم نعم .
 
قال:أتعلمون أنه كانت له من رسول الله صلى الله علية واله وسلم كل يوم خلوة، وكل ليلة دخلة، إذا سأله أعطاه، وإذا سكت أبداه . قالوا:أللهم نعم .
 
قال:أتعلمون أن رسول الله صلى الله علية واله وسلم فضله على جعفر وحمزة حين قال لفاطمة صلى الله علية واله وسلم:زوجتك خير أهل بيتي، أقدمهم سلما، وأعظمهم حلما، وأكثرهم علما . قالوا:أللهم نعم .
 
قال:أتعلمون أن رسول الله صلى الله علية واله وسلم قال:أنا سيد ولد بني آدم، وأخي علي سيد العرب، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة، والحسن والحسين ابناي سيدا شباب أهل الجنة . قالوا:أللهم نعم .
قال:أتعلمون أن رسول الله صلى الله علية واله وسلم أمره بغسله وأخبره أن جبرئيل يعينه عليه . قالوا:أللهم نعم .
قال:أتعلمون أن رسول الله صلى الله علية واله وسلم قال في آخر خطبة خطبها: إني تركت فيكم الثقلين:كتاب الله وأهل بيتي، فتمسكوا بهما لن تضلوا . قالوا: أللهم نعم .
 
فلم يدع شيئا أنزله الله في علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة وفي أهل بيته من القرآن ولا على لسان نبيه إلا ناشدهم فيه، فيقول الصحابة:أللهم نعم، قد سمعنا، ويقول التابع:أللهم قد حدثنيه من أثق به فلان وفلان، ثم ناشدهم أنهم قد سمعوه يقول: من زعم أنه يحبني ويبغض عليا فقد كذب ليس يحبني ويبغض عليا، فقال له قائل:يا رسول الله!وكيف ذلك . قال:لأنه مني وأنا منه، من أحبه فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، فقالوا:أللهم نعم، قد سمعنا وتفرقوا على ذلك .
 
 
الطبرسي:وفي رواية أخرى:فلما كان قبل موت معاوية بسنتين حج الحسين بن علي عليه السلام وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن عباس معه، وقد جمع الحسين بن علي عليه السلام بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم وشيعتهم من حج منهم ومن لم يحج، ومن بالأمصار ممن يعرفونه وأهل بيته، ثم لم يدع أحدا من أصحاب رسول الله عليه السلام ومن أبنائهم والتابعين ومن الأنصار المعروفين بالصلاح والنسك إلا جمعهم، فاجتمع إليهم بمنى أكثر من ألف رجل، والحسين بن علي عليه السلام في سرادقه، عامتهم التابعون وأبناء الصحابة .
 
 
فقام الحسين عليه السلام فيهم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:أما بعد فإن هذا الطاغية، قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم، ورأيتم، وشهدتم، وبلغكم، وإني أريد أن أسألكم عن أشياء فإن صدقت فصدقوني، وإن كذبت فكذبوني، اسمعوا مقالتي واكتموا قولي، ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم، من أمنتم ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون، فإني أخاف أن يندرس هذا الحق ويذهب، والله متم نوره ولو كره الكافرون .
 
 
فما ترك الحسين عليه السلام شيئا أنزل الله فيهم من القرآن إلا قاله وفسره، ولا شيئا قاله الرسول صلى الله علية واله وسلم في أبيه وأمه وأهل بيته إلا رواه، وكل ذلك يقول الصحابة:اللهم نعم قد سمعناه وشهدناه، ويقول التابعون: أللهم قد حدثناه من نصدقه ونأتمنه، حتى لم يترك شيئا إلا قاله .
 
 
ثم قال عليه السلام:أنشدكم بالله إلا رجعتم وحدثتم به من تثقون به، ثم نزل وتفرق الناس عن ذلك .
 
الحراني:"وهيهنا خطبة أخرى للحسين عليه السلام، ذكر بعض العلماء أنها من خطبته عليه السلام بمنى، وإليك نصها:" من كلامه عليه السلام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويروى عن أمير المؤمنين عليه السلام: اعتبروا أيها الناس! بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول:"لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم"، وقال:"لعن الذين كفروا منم بنى إسرائيل " إلى قوله:"لبئس ما كانوا يفعلون "وإنما عاب الله ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون " من  الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم، ورهبة مما يحذرون، والله يقول:﴿ فلا تخشوا الناس واخشون ﴾، وقال: ﴿ المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ﴾، فبدأ الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه لعلمه بأنها إذا أديت وأقيمت، استقامت الفرائض كلها هينها وصعبها، وذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الاسلام مع رد المظالم، ومخالفة الظالم، وقسمة الفيىء والغنائم، وأخذ الصدقات من مواضعها، ووضعها في حقها .
 
 
ثم أنتم أيها العصابة!عصابة بالعلم مشهورة، وبالخير مذكورة، وبالنصيحة معروفة، وبالله في أنفس الناس مهابة، يهابكم الشريف، ويكرمكم الضعيف، ويؤثركم من لا فضل لكم عليه ولا يد لكم عنده، تشفعون في الحوائج إذا امتنعت من طلابها، وتمشون في الطريق بهيئة الملوك وكرامة الأكابر، أليس كل ذلك إنما نلتموه بما يرجى عندكم من القيام بحق الله، وإن كنتم عن أكثر حقه تقصرون، فاستخففتم بحق الأئمة، فأما حق الضعفاء فضيعتم، وأما حقكم بزعمكم فطلبتم، فلا مالا بذلتموه، ولا نفسا خاطرتم بها للذي خلقها، ولا عشيرة عاديتموها في ذات الله، وأنتم تتمنون على الله جنته ومجاورة رسله وأمانا من عذابه .
 
 
لقد خشيت عليكم أيها المتمنون على الله!أن تحل بكم نقمة من نقماته، لأنكم بلغتم من كرامة الله منزلة فضلتم بها، ومن يعرف بالله لا تكرمون، وأنتم بالله في عباده تكرمون، وقد ترون عهود الله منقوضة فلا تفزعون، وأنتم لبعض ذمم آبائكم تقزعون وذمة رسول الله صلى الله علية واله وسلم مخفورة، والعمي والبكم والزمني في المدائن مهملة لا ترحمون، ولا في منزلتكم تعلمون، ولا من عمل فيها تعينون، وبالإدهان والمصانعة عند الظلمة تأمنون، كل ذلك مما أمركم الله به من النهي والتناهي وأنتم عنه غافلون، وأنتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تشعرون .
 
 
ذلك بأن مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء بالله، الامناء على حلاله وحرامه، فأنتم المسلوبون تلك المنزلة، وما سلبتم ذلك إلا بتفرقكم عن الحق واختلافكم في الألسنة السنة بعد البينة الواضحة، ولو صبرتم على الأذى وتحملتم المؤونة في ذات الله كانت أمور الله عليكم ترد، وعنكم تصدر، وإليكم ترجع، ولكنكم مكنتم الظلمة من منزلتكم، وأسلمتم أمور الله في أيديهم، يعملون بالشبهات، ويسيرون في الشهوات، سلطهم على ذلك فراركم من الموت، وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم، فمن بين مستعبد مقهور وبين مستضعف على معيشته مغلوب، يتقلبون في الملك بآرائهم، ويستشعرون الخزي بأهوائهم، اقتداء بالأشرار، وجرأة على الجبار، في كل بلد منهم على منبره خطيب مصقع، فالأرض لهم شاغرة، وأيديهم فيها مبسوطة، والناس لهم خول لا يدفعون يد لامس، فمن بين جبار عنيد، وذي سطوة على الضعفة شديد، مطاع لا يعرف المبدئ المعيد .فيا عجبا!وما لي لا أعجب والأرض من غاش غشوم ومتصدق ظلوم، وعامل على المؤمنين بهم غير رحيم، فالله الحاكم فيما فيه تنازعنا، والقاضي بحكمه فيما شجر بيننا.
 
 
أللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافسا في سلطان، ولا التماسا من فضول الحطام، ولكن لنري المعالم من دينك، ونظهر الاصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك، فإنكم إلا تنصرونا وتنصفونا قوي الظلمة عليكم، وعملوا في إطفاء نور نبيكم، وحسبنا الله وعليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير .
 
 
 
 
خطبة الإمام الحسين عليه السلام الأولى يوم عاشوراء
 
بعد أن صفّ ابن سعد جيشه للحرب، دعا الإمام الحسين عليه السلام براحلته فركبها، ونادى بصوت عال يسمعه جلّهم:"أيّها الناس اسمعوا قولي، ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما هو حق لكم عليَّ، وحتّى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم، فإن قبلتهم عذري، وصدّقتم قولي، وأعطيتموني النصف من أنفسكم، كنتم بذلك أسعد، ولم يكن لكم عليّ سبيل، وإن لم تقبلوا منّي العذر، ولم تعطوني النصف من أنفسكم، فاجمعوا أمركم وشركاءكم، ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة، ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون، إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولّى الصالحين".
 
فلمّا سمعت النساء هذا منه صحن وبكين، وارتفعت أصواتهن، فأرسل إليهن أخاه العباس، وابنه علياً الأكبر، وقال لهما:"سكتاهن، فلعمري ليكثر بكاؤهن".
 
ولمّا سكتن، حمد الله وأثنى عليه، وصلى على محمّد وعلى الملائكة والأنبياء، وقال في ذلك ما لا يحصى ذكره، ولم يسمع متكلم قبله ولا بعده أبلغ منه في منطقه، ثمّ قال: "الحمد لله الذي خلق الدنيا، فجعلها دار فناء وزوال، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرته، والشقي من فتنته، فلا تغرنّكم هذه الدنيا، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها، وتخيب طمع من طمع فيها، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم، وأعرض بوجهه الكريم عنكم، وأحلّ بكم نقمته، وجنبكم رحمته، فنعم الرب ربّنا، وبئس العبيد أنتم".
 
 
أقررتم بالطاعة، وآمنتم بالرسول محمّد صلى الله عليه وآله، ثمّ إنّكم زحفتم إلى ذرّيته وعترته تريدون قتلهم، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم، فتباً لكم ولما تريدون، إنا لله وإنا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم، فبعداً للقوم الظالمين.
 
 
أيها الناس:انسبوني من أنا، ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، وانظروا هل يحل لكم قتلي، وانتهاك حرمتي، ألست ابن بنت نبيكم، وابن وصيه وابن عمّه، وأوّل المؤمنين بالله، والمصدّق لرسوله بما جاء من عند ربّه.
 
 
أو ليس حمزة سيّد الشهداء عم أبي. أو ليس جعفر الطيار عمّي .
 
 
أو لم يبلغكم قول رسول الله صلى الله عليه وآله لي ولأخي:"هذان سيّدا شباب أهل الجنّة"، فإن صدّقتموني بما أقول وهو الحق، والله ما تعمّدت الكذب منذ علمت، أنّ الله يمقت عليه أهله، ويضرّ به من اختلقه، وإن كذّبتموني، فإنّ فيكم من أن سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري، وأبا سعيد الخدري، وسهل بن سعد الساعدي، وزيد بن أرقم، وأنس بن مالك، يخبرونكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلى الله عليه وآله لي ولأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي ..
 
 
فقال الشمر:هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما يقول.
 
 
فقال له حبيب بن مظاهر:والله إنّي أراك تعبد الله على سبعين حرفاً، وأنا أشهد أنّك صادق ما تدري ما يقول، قد طبع الله على قلبك.
 
ثمّ قال الحسين عليه السلام:"إن كنتم في شك من هذا القول، أفتشكّون فيّ أنّي ابن بنت نبيكم  فو الله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم، ولا في غيركم، ويحكم أتطلبوني بقتيل منكم قتلته " أو مال لكم استهلكته  أو بقصاص جراحة ".
 
فأخذوا لا يكلّمونه، فنادى عليه السلام:"يا شبث بن ربعي، ويا حجار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا زيد بن الحارث، ألم تكتبوا إليّ أن أقدم، قد أينعت الثمار، واخضرّ الجناب، وإنّما تقدم على جند لك مجنّدة .".
 
فقالوا:لم نفعل.
 
فقال عليه السلام:"سبحان الله، بلى والله لقد فعلتم".
 
ثمّ قال عليه السلام:"أيها الناس:إذا كرهتموني فدعوني انصرف عنكم إلى مأمن من الأرض".
 
فقال له قيس بن الأشعث:أو لا تنزل على حكم بني عمّك . فإنّهم لن يروك إلاّ ما تحب، ولن يصل إليك منهم مكروه .
 
فقال عليه السلام:"أنت أخو أخيك، أتريد أن يطلبك بنو هاشم أكثر من دم مسلم بن عقيل، لا والله، لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفرّ فرار العبيد، عباد الله إني عذت بربّي وبربّكم إن ترجمون، أعوذ بربّي وربّكم من كل متكبّر لا يؤمن بيوم الحساب".
 
 
 
خطبة الإمام الحسين عليه السلام الثانية يوم عاشوراء
 
بعد أن خطب الإمام الحسين عليه السلام خطبته الأولى، بجيش عمر بن سعد يوم العاشر من المحرّم، خطب عليهم ثانية لإلقاء الحجّة، بعدما أخذ مصحفاً ونشره على رأسه، فقال:"يا قوم إنّ بيني وبينكم كتاب الله وسنّة جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله، ثمّ استشهدهم عن نفسه المقدّسة، وما عليه من سيف النبي ودرعه وعمامته، فأجابوه بالتصديق.
 
 
فسألهم عمّا أقدمهم على قتله . قالوا:طاعةً للأمير عبيد الله بن زياد.
 
 
فقال عليه السلام:"تبّاً لكم أيّتها الجماعة وترحاً، أحين استصرختمونا والهِين، فأصرخناكم موجفين، سَللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم، وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدوّنا وعدوّكم، فأصبحتم إلْباً لأعدائكم على أوليائكم، بغير عدل أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم، فهلاّ لكم الويلات تركتمونا، والسيف مشيم، والجأش طامن، والرأي لما يستحصف، ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدَّبا، وتداعيتم إليها كتهافت الفراش، ثمّ نقضتموها، فسُحقاً لكم يا عبيد الأمّة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ومحرّفي الكلم، وعصبة الإثم، ونفثة الشيطان، ومطفئي السنن.ويحكم أهؤلاء تعضدون، وعنا تتخاذلون، أجَلْ والله غدرٌ فيكم قديم، وشجت عليه أُصولكم، وتأزرت فروعكم، فكنتم أخبث ثمر شجٍ للناظر، وأكلة للغاصب.ألا وإنّ الدعي بن الدعي ـ يعني ابن زياد ـ قدْ ركز بين اثنتين، بين السلة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحُجور طابت وحجور طهرت، وأُنوف حمية، ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا وإنّي زاحف بهذه الأسرة على قلّة العدد وخذلان الناصر".
 
 
 
خطبة الإمام الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء
 
روي عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنّه قال:جمع الحسين عليه السلام أصحابه، بعد ما رجع عمر بن سعد، وذلك قرب المساء، فدنوت منه لأسمع، وأنا مريض، فسمعت أبي وهو يقول لأصحابه:"أثني على الله تبارك أحسن الثناء... أما بعد:فإنّي لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي جميعاً خيراً، ألا وإنّي أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غداً، ألا وإنّي قد رأيت لكم، فانطلقوا جميعاً في حلّ، ليس عليكم منّي ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً، وليأخذ كلّ رجل بيد رجل من أهل بيتي، ثمّ تفرّقوا في سوادكم ومدائنكم، حتّى يفرّج الله، فإنّ القوم إنّما يطلبونني، ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري".
فأبوا ذلك كلّهم.
 
 
 
المصدر: www.almaaref.org
 
 
 

 

 
 
 
 
 
 
----
تم النشر: 05-08-2021