حكم ومواعظ القرآن الكريم والروايات حول الأسرة المسلمة من کتاب الأسرة في الإسلام للشیخ المظاهري

 

 

في البداية نتطرق إلى ما استعرضه القرآن الكريم بهذا الصدد.

 

القرآن بشكل كلي يحث الإنسان على ستر عيوب الآخرين، وليعلم هذا الإنسان أنه خطاء وكله عيوب ونقص من مفرق رأسه وحتى أخمص قدميه؛ ولو كشف الله ستار العيوب عن أنظار الناس، لافتضح هذا الإنسان بشكل تشمل الفضيحة معه الخاص والعام.

فينبغي للإنسان أن يشكر المولى على هذه النعمة العظيمة حين أعمى البصائر عن نقائص وأخطاء الآخرين ليكم بذلك الأفواه عن فضح العيوب؛ وحري بالزوجة خاصة أن تهتم بهذا الأمر المهم ولتعلم أن الفقر والغنى كليهما ابتلاء للإنسان.

فبالغنى والفقر يمتحن الله مخلوقاته.

 

 

 

فعلى الزوجة أن لا تنتقص من زوجها ولا تنظر إليه من منظار مادي، وتسعى جاهدة أن لا تقارن بين حرمانها الحياتي مع غنى أقاربها ومعارفها حتى لا تتبدل حلاوة الحياة بمرها، فيطغى ذلك مؤثراً في نظام الأسرة.

وقد جاء في الأخبار أن أمير المؤمنين (ع) دخل بيته المتواضع أحس بالهدوء والطمأنينة وسكنت آلامه في الزهراء ـ عليه السلام ـ التي كانت تبذل قصارى جهدها لتخفف عنه أعباء الحياة وأذى الناس.

أما، إذا كانت الزوجة بعيدة عن الصلاح ولا تتصف بما عرضناه من صفات النساء الصالحات، ولا تؤدي ما عليها لزوجها فما الحل لهذا المشكل؟ الجواب: الموعظة فقط.

 

عمل المرأة وارتباطه بالعرف

من الطبيعي أن حقوق الزوج في عنق زوجته تنطوي تحت ظل الوظائف الأخلاقية التي تنفصل عن الوظائف العرفية.

ولا يحق للزوج أن يفرض على زوجته أوامر من قبيل كي الملابس وتهيئة الغذاء الجيد وما إلى ذلك، فحق الزوج المسلم على زوجته يتعلق فقط بالحق العام للزوجية والتسليم المحض في هذا الأمر.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الزوجة الصالحة يمكن أن تقوم روحية ونفسية زوجها لتعمل طبقاً لما يوافق هذه الروحية والنفسية لتصل إلى مرحلة تفهم معها الزوجة مطالب زوجها بغير تذكير ولا تقرير.

 

شروط تأثير النصيحة

1 ـ التلطف: فالموعظة يجب أن تكون بتلطف وتودد وأن تكون خارجةً من صميم القلب.

2 ـ الاستدلال: القصد من ذلك أن يكون للنصحية سند صحيح وتعتمد على أساس قوي من الدلائل والبراهين الواضحة.

3 ـ رحابة الصدر: هذا الشرط يحظى بحصة الأسد في أهميته فهو من النعم الكبيرة التي أنعم الله بها على عباده؛ ولهذا ركز عليه القرآن الكريم في قوله المبارك للرسول الأكرم (ص):

(ألم نشرح لك صدرك) سورة الانشراح، الآية: 1.

 

وقد عنى ـ سبحانه وتعالى ـ بشرح الصدر رحابته للأمور وقدرته على استيعابها بحكمة وطمأنينة تقربه من النفوس وتزيده جلالاً في العيون.

 

 رحابة الصدر من صفات الأنبياء

لقد كان الأساس في تبليغ الرسول ابتداءً من بعثته وانتهاءً برحلته رحابة صدره وحسن خلقه الكريم.

ولقد كانت رحابة الصدر من دواعي نجاحه وانتشار رسالته (ص).

وفي خطاب الله ـ سبحانه وتعالى ـ إلى موسى بن عمران (ع) الذي دعي فيه إلى دعوة فرعون للإسلام ينم عن الخلق الرفيع ورحابة الصدر إذ قال سبحانه:

(إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) سورة طه، الآيتان: 43 ـ 44.

وحين سمع موسى هذا الخطاب الرباني وهو يرى بأم عينه التجهيزات العسكرية والقدرة الضخمة من الجيوش التي كان يمتلكها فرعون توجه إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ طالباً السكينة وشرح الصدر:

(قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) سورة طه، الآيات: 25 ـ 28.

من الطبيعي أنه إذا كان الإنسان واسع الصدر كان لكلامه الأثر الكبير في نفوس الآخرين، ولكن إذا ضاق صدره وارتكب ما لا يليق بالإنسان الكيس فلن يكون هناك أثر لموعظته أو حديثه في نفوس الآخرين وسيفقد حق النفوذ في نفس من يريد وعظه ونصحه.

ويجب أن يعلم ما للارتباط بالله ـ جل وعلا ـ من أمور تبعث على صفاء النفس ورحابة الصدر وطيب الخلق، وكلما زاد الإنسان من صدقه مع الباري وسعى إلى تقوية روابطه مع المولى تمكن من تنمية هممه التي تمنحه الحلم والتحمل.

من الواضح جداً إذا كان رب البيت قوي الإرادة حليماً نفذت كلمته في نفس مقابله.

 

 الخلافات الناتجة من اهمال الزوجين

يمكن أن نجمل ما نريد أن نقول: عند مشاهدة اهمال من الزوجة يمكن أن تتلافى الفوضى الأسرية باسداء النصيحة من غير ان تسيء الأدب لأحد من الأسرة، لأن الكلام غير المناسب يتلف الثمرة المرجوة.

إن أغلب المشكلات التي تحدث الخلل في النظم الأسري ليس فقط من المرأة فقد تكون من الزوجين كليهما.

ويمكن أن نرجح أكثر الاختلافات والمشكلات في الأسرة إلى الرجل، لأنه يتصرف بخشونة واستعلاء.

إذا كنا نروم اصلاح المرأة، ينبغي أن لا نغفل عن أنفسنا، إذ من المهم أولاً أن نترفع عن المعاصي والأخطاء ونربي أنفسنا قبل اصلاح غيرنا ولا سيما الزوجة التي تتأثر بما تشاهد من أفعالنا أكثر من تأثرها بما تسمع من أقوالنا النصح والموعظة. وبهذه الطريقة فقط يمكن أن نقلل من ظهور المشكلات وبروز الاختلافات.

 

إن ضغوط الحياة والعمل والمجتمع لا ينبغي أن تنعكس على محيط الأسرة لتطفو المشكلات على سطح الحياة البيتية، لما لسوء الخلق والتخاذل الذي يبديه الأب والأم من أثر سلبي على الأولاد.

 

لقد أشار علماء النفس كثيراً إلى أن التعامل الحاد والخشن والضرب قد يضر الأولاد ويدمر شخياتهم، ربما أدى إلى ضياعهم ضياعاً لا يؤثر فيه الإصلاح والتهذيب.

 

 البيت أول مدرسة لتقويم الإنسان

يجب أن يكون المنزل هو الدرس الأول لتربية الأولاد، فيشع ألواناً طيبة من التفاهم والمحبة والانسجام والايثار والتجاوز عن أخطاء الآخرين.

 

ولا يليق أبداً أن يكون مكاناً لنزاع الأبوين. لأن هذا النزاع يكون بداية لضياع أهم الحقوق التي يجب أن تكون حكراً على الأولاد.

 

أو لم يكن الظلم الذي ألحق بأولادكم مرجعه إليكم؟

 

أو لم تكونوا السبب الرئيسي في خيبة أولادكم وعصيانهم لكم؟!

 

لا ينبغي للأبوين أن يغفلا أبداً عن أن أي عمل مهما كان صغيراً سوف يكون له الأثر الفعال في الأولاد، فالبيت أو المنزل هو الباعث الأساسي لتكوين شخصية الأولاد.

 

وإذا ما أهملنا أو تقاعسنا في هذا الأمر كنا مصداقاً للآية الشريفة التي تقول:

(قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين) سورة الزمر، الآية: 15.

 

 ما يحفظ سلامة الأسرة

أعزائي، حافظوا على الهدوء داخل المنزل لضمان سلامة المحيط العام للأسرة.

حافظوا على الابتسامة مع الأهل والأولاد بشكل موقر حين التعامل معهم، وابتعدوا عن القلق والاضطراب في المنزل.

وإن كان لابد وأن يظهر عليكم، فلا بأس أن يكون خارج حدود المنزل، وفي أثناء مواجهتكم للمعضلات والمشاكل ينبغي بكم أن تكونوا حديين وجادين في قطع دابر المشكلة من الأساس. ولتعلموا أن الهم وتجرع الغصص مثلها كمثل الأفعى والعقرب فإن لم تسارعوا إلى إبادتها، ابادتكم.

واحفظوا ألسنتكم ولا تهدموا بيوتكم بالكلام الجارح الذي يعمل على تكدير الصفاء عن المنزل ناهيك عن تخريبه لنظام الأسرة.

واسعوا أبداً أن لا تكونوا السبب في امتعاض الأهل والأولاد والأصدقاء منكم.

 

أحبوا أهليكم وأولادكم، وتقربوا إليهم بالحديث الطيب مظهرين لهم محبتكم التي تنم عن عواطفكم الجياشة تجاههم وكونوا كما قال الرسول الأكرم (ص):

"قول الرجل لأمرأته إني أحبك لا يذهب من قلبها أبداً"(1).

وبهذه الكلمات القليلة يمكن للرجل أن يتلافى كثيراً من المشكلات الثقال التي قد تثار من قبل الزوجة، بل إن هذه العبارة تسهم إسهاماً فعالاً في تنشيط الزوجة وتعطيها زخماً أكبر مما كانت عليه يساعدها في إدامة تربية الأطفال.

وأنتم جديرون أن تعلموا أن أساس استحكام نظام الأسرة يقوم على الود والاحترام المتقابل بين الرجل والمرأة.

وهذا الود والاحترام سيساعد في تنمية نور الرأفة والمحبة والحنان في قلبيهما، وبقائه مضيئاً.

الأولاد قد لا يشكون من الحرمان المادي بقدر ما يعانون من الاختلافات والتعنت الذي قد يحصل في الأسرة، لما لهذه الأمور من تأثير مباشر في كسر شوكة المعنوية والعطف.

التوادد والتحابب والرأفة يمكن أن تسد المكان الخالي من الفقر والحرمان والفاقة.

 

عليكم أن تعلموا أيها الأعزاء: أنه إذا ما قدر أن تنعدم الرفقة والمحبة المتبادلة بين الزوج والزوجة.

وكذلك العطف الذي يبديه الزوجان تجاه أولادهما، وإذا ما فقدت البشرية المحبة بين أفرادها، تلاشت المجتمعات الإنسانية، أو وقعت في مستنقع الضجر والرذيلة.

وما مشاهداتنا لكل هذه الجرائم، الظلم، الاعتداء، الاغتصاب، حالات الطلاق والخلافات بين الشرقيين والغربيين إلا نتيجة واقعية لغياب الروح العنوية والالتزامات النفسية مما جر إلى تبديل الروح الإنسانية بروح آلية مادية فقدت روحها وبقي منها ما يشبه الجماد فلا ود ولا صفاء نفسي ولا حتى آثار للعاطفة والرحمة.

 

 

 المحبة منشأ العفة

لن تكون هناك عوامل أو أسباب تخرج المرأة أو الزوجة عن مسيرة العفة والطهارة إذا أحبت زوجها، لأن أغلب الانحرافات والخلافات التي يمكن أن تحدث للنساء أو للأولاد تبدأ من ضآلة ما يبديه الرجل لأمرأته وسائر الأسرة من محبة واحترام.

لاشك أن كل فرد في الجتمع الإنساني يحتاج إلى المحبة(2)،  وهذه الحاجة تظهر بوضوح عند النساء أكثر وأقوى مما نجده عند الرجال وأساس هذه المحبة فطرية.

فعلى الرجل أن يعمل بجهده ويبذل ما في وسعه لأن تحظى هذه المسألة بعناية خاصة داخل محيط الأسرة. فيسلك مختلف الطرق للفوز باعتماد الزوجة الذي ينبع من إظهار الود والمحبة لزوجته وأسرته جميعاً، حتى إذا عظم الود في نفوسهم تفادوا وضحى كل منهم من أجل الآخر.

 

وهذا ما نشاهد أثره في تنظيم سلوك الأسرة، وطالما ذكر الأئمة الأطهار به، قال الصادق (ع):

"من أخلاق الأنبياء حب النساء"(3).

وفي أحاديث أخرى للإمام الصادق (ع) يذكر فيها ما معناه أن: كلما زاد حب الرجل لزوجه كان إيمانه بالله أكثر"(4).

و"كل شخص كان بنا أهل البيت رحيماً كان بزوجه أرحم"(5).

 

وكذا قال الرسول الكريم (ص):

"خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله"(6).

من هنا، يتبين لنا أن العظماء أرادوا أن نتعلم من هذه التوصيات كيفية الحفاظ على المحيط الأسري وجعل المنزل مكاناً للأمن والاطمئنان، والابتعاد عن الأنظمة الاجتماعية الأرضية التي ما فتأت تفسد حياة الأسر وتسعى لتفتيت القوانين الاجتماعية بشكل عام والأنظمة الداخلية أي على صعيد الأسرة مما يسهم في اضمحلال وفساد وتمييع المجتمع البشري العالمي.

 

 

 واجبات الرجل والمرأة وحقوقهما

أشرنا سابقاً، إلى أن حق الرجل يتمحور فقط حول استمتاعه بزوجته.

وما تنجزه من قبيل الطبخ والغسيل هو معروف منها تسديه إليه، وليس واجباً عليها له، وإن شاع أنها من الوظائف الأخلاقية للنساء وليست حقاً للرجال.

لذا نرى الرسول الأكرم (ص) يذهب إلى بيت الزهراء ـ سلام الله عليها ـ في اليوم الأول بعد الزفاف من أجل أن يبارك لهما الزواج يقسم الأعمال بين هذين العظيمين قائلاً ما معناه:

"يا زهراء، إن أعمال المنزل، من قبيل الخبز أو طحن الشعير والحنطة، وتنظيف الدار، ورعاية الأطفال سهمك؛ أما سهم أمير المؤمنين (ع) فيتمثل في تهيئة الحطب، وجلب الماء، وترتيب ما يحتاجه المنزل من مواد أخرى تجلب من خارج المنزل".

بعدها، تفوهت فاطمة الزهراء (ع) بهذه العبارة التي ينبغي أن تلزمها كل المؤمنات وهي:

"لا يعلم إلا الله ما داخلني من السرور في هذا الأمر"(7).

 

 

الحقوق والعاطفة

ما أجدر الزوجين أن يكونا رفيقين رحيمين يعطف أحدهما على الآخر ويعينه على النهوض بخدمة الأسرة التي يشتركان في إدارتها! فإنهما إن لم يكونا كذلك انفرطت الأسرة وخسرت شركتهما.

ولو حكم القانون وحده علاقات الأسرة، وتوقف العمل على أداء الواجبات فقط، لتوترت حياة تلك الأسرة، وأصابها الخسران.

وكذا لو حكمت العاطفة لوحدها.

لذا يستلزم أن يكون القانون إلى جنب العاطفة في تحكيم الروابط الأسرية.

(إن الله يأمر بالعدل والإحسان) سورة النحل، الآية: 90.

مع وجوب التزام الرجل والمرأة مراعاة القوانين الإسلامية يجب أن يكونا رفيقين يعطف أحدهما على صاحبه.

 

 

 التعاون

كان رسول الله (ص) على يومه قد ذهب إلى منزل أمير المؤمنين (ع) فوجده ينظف عدساً، فسر الرسول (ص) بهذا العمل وقال:

"يا علي، من أعان زوجه على عمل في المنزل، كان له ثواب عمرة".

 

 

 جهاد المرأة

جاءت امرأة إلى رسول الله (ص) وقالت لي سؤال أوجهه لك نيابة عن كل نساء العالم من الآن حتى يوم القيامة: لماذا فرقت بين الرجل والمرأة في الجهاد مما يبعث على حرمانها من الأجر والثواب الذي خصصت به الرجال دون النساء؟

فأجابها الرسول الأكرم (ص):

"جهاد المرأة حسن التبعل"(8)

وعلى هذا الأساس، يجب على المرأة أن تنظف منزلها على أكمل وجه، وتطبخ الطعام، وتغسل الملابس، وتربية الأولاد، والتجمل لزوجها لتكون مشغولة دائماً في الخطوط المتقدمة للجهاد في سبيل الله تعالى.

 

 

 حقوق الرجل

لقد علمنا الرسول الكريم حقوق الرجل على المرأة في معرض جوابه عن سؤال امرأة وهكذا كان:

1 ـ للرجل حق الاستمتاع المطلق في أي وقت شاء.

2 ـ لا يحق للمرأة أن تتصرف بأموال زوجها بغير رضاه.

3 ـ لا ينبغي للمرأة أن تغضب زوجها، وإن حدث وأغضبته عليها أن لا تسلم جفناً لنوم(9).

بعدها سألت تلك المرأة رسول الله (ص) وقالت: وهل هذه الحقوق يتساوى فيها الرجل الظالم والسوي؟.

فقال (ص):

نعم، ويجب على المرأة أن تكون متواضعة لزوجها في كل الأحوال ولا يحق لها أن تعرض عنه.

والرجل أيضاً ـ كما بينا سابقاً ـ لا يحق له أن يطلب من زوجه شيئاً عدا الاستمتاع.

أما المرأة فحري بها أن تنجز كافة أعمال المنزل على أحسن وجه انطلاقاً من الخلق الرفيع واحترام الروابط الإنسانية والعاطفية التي تربطها بزوجها.

وهكذا، يجب على الزوجة أن تتناسى أو تتغاضى عن كثير من الخلافات التي قد تحدث داخل محيط الأسرة بشكل. فإذا قدر للرجل أن يخرج من البيت غضبان قلقاً، كان على المرأة أن تهيئ نفسها جاهدةً لإزالة الغضب والقلق في أثناء رجوعه، وتستقبله بوجه مبسوط تعلوه الابتسامة لتدخل السرور على نفسه.

وعليها أيضاً أن تتواضع لزوجها ما قدرت، وعندما تتحدث إليه يجب أن تضع في ذهنها التودد إليه والتبسم له حفاظاً على سلامة بيت الزوجية. فإظهار المحبة والرفق والود يمكن أن ينزع جذور الخلافات والنزاعات من الأساس، ناهيك عن الأخذ بيد الزوج حين تتكالب عليه الأمور وتتفاقم المشكلات.

ولا غرابة في الأمر إذا ما قلنا إن مثل هذا السلوك هو إحدى وظائف المرأة قبالة زوجها.

 

 

 امرأة أبي أيوب الأنصاري

لقد كان لأبي أيوب الأنصاري ولد له من العمر سنتان أو ثلاث توفي في غياب أبي أيوب عن الدار، فجلست زوجه في البيت تندب ابنها وتبكي لفراقه، ولكنها نحت الغلام جانباً، وتزينت لزوجها واستقبلته بوجه بشوش ساعة عاد إليها وكأن شيئاً لم يكن.

أفاق أبو أيوب عند السحر قاصداً المسجد ولكن زوجته واجهته بسؤال قائلة: يا أبا أيوب إذا ما ائتمنك شخص على شيء وجاءك بعد مدة يريد استرداده منك، هل ترده إليه أو لا؟

فقال: نعم. أردها إليه.

فقالت: قبل ثلاثة أعوام أئتمننا الله على أمانة وبالأمس استردها فعليه عجل بالمجيء بعد الصلاة لدفن ابننا.

فقال أبو أيوب: "الحمد لله رب العالمين". ومضى إلى المسجد؛ وعرض على رسول الله (ص) ما جرى.

فاستبشر الرسول (ص) وقال له: "بارك الله لك في ليلتك تلك". وتتفق الأقدار على أن تنعقد نطفة في تلك الليلة ليأتي بعد مدة ابن صالح كان نصيباً صالحاً لذلكما الطيبين.

 

 

 سلوك الرجل، الزوج

طبيعي القول إن من وظائف الزوج عند رجوعه إلى المنزل أن يكون متبسماً مبتعداً عن الهموم والغموم التي حصلت له خارجه لانفعال من بعض الأصدقاء أو من بعض الوظائف الاجتماعية أو ما شابه ذلك.

وينبغي له أن لا ينقلها داخل المحيط الأسري فيفتت بذلك جزءاً من نظام الأسرة.

وبناءً على هذا، فالحارس أو الجندي حري به أن يلين في أسرته ويحفظ بالغضب والشدة لعدوه. بل عليه أن يلين حتى لعدوه، إذا قدر عليه وأسره.

إن التشدد مع الأهل والأولاد وسوء الخلق محرم على المسلمين، لأن ذلك تكبر، وليس للمسلم أن يتكبر إلا على العالين في الأرض، فالتكبر على المتكبر عبادة.

 

 

 العوامل المهمة في نظام الأسرة

يرتكز النظام الأسري وروابط الرجل بزوجته على مسألتين مهمتين:

الأولى: القوانين والنظم الحاكمة لهذين الاثنين، أعني حقوق المرأة على زوجها، وحقوقه عليها.

الثانية: هي أهم وأدق من الأولى، وهي: التفاهم والمحبة والتعاطف والتعقل.

وإذا حدث أن تخاطب الزوجان بأنا وأنت، ولماذا وكيف وسادت هذه اللغة حياتهما سيادة صارمة تذكر الذنب وتنسى العفو نُكت في صميم الأسرة نكتة سوداء تزداد سواداً كلما ازداد سوء الحساب في تلك الأسرة، حتى ينطمس ضياء تلك الأسرة وتغرق في الظلام.

 

 

 قسوة القلب

قال الإمام الصادق (ع): "إذا أذنب الرجل خرجت في قلبه نقطة سوداء، فإن تاب انمحت، وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه، فلا يفلح بعدها أبداً"(10).

(ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوء أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون) سورة الروم، الآية: 10.

 

 

 تقسية نظام الأسرة

وتصدق الآية المباركة أيضاً والحديث الشريف السابق لها على الأسرة، فإنها تهتز وتنهار إذا اعتراها الخلاف المستمر دون إصلاح.

ولذا نقرأ في روايات أهل البيت (ع) أنه: إذا برزت الخلافات عليكم بإزالتها بدقة، ولا تصلوا صباحكم بمسائكم حتى تنتهوا من حل جميع ما ألم بكم من مشكلات.

إن الاختلافات الجزئية تتعاظم شيئاً فشيئاً، حتى تجر إلى الطلاق فتحدث الكارثة.

والطلاق ـ كما تعلمون ـ من الأمور المبغوضة عند الله(11)، والحياة إذا كانت على هذه الهيئة من خصام وشجار، أعنف من أي سجن يعذب فيه الإنسان.

وفي كلتا الحالتين وأعني (الحياة المضطربة) أو (الطلاق) يجر الأولاد إلى مخاطر حتمية، فهم حين ينشأون في محيط متخلخل ومضطرب، يكبرون معقدين نفسياً أينما يولوا وجوههم لا يأتوا على شيء.

والفتيات غير المقتدرات على الانسجام مع الحياة الزوجية، غير قادرات على تربية النشء الصحيح.

والسريعو الغضب والسيئو الأخلاق ذوو الحدة والخشونة من الناس هم ممن تربى في أحضان أسر مضطربة قلقة أو كانوا أولاد الطلاق.

 

 

 صفات النساء المحمودة

من الخصال التي تجدر النساء بها ثلاث هن: البخل، والخوف، والزهو.

ولذا قال أمير المؤمنين (ع) في معرض حديثه عن صفات المرأة المحمودة.

"خصال خيار النساء، خصال شرار الرجال: الزهو والجبن والبخل.

فإذا كانت المرأة ذات زهو لم تمكن من نفسها، وإذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها، وإذا كانت جبانة فرت من كل شيء يعرض لها"(12)

فزهو المرأة وتكبرها في مواجهة الأجنبي يشبه إلى حدٍ ما زهو الرجل وتكبره في مواجهته للعدو.

وفي الأساس، ليس هناك من داع أن تتواضع المرأة للرجل الأجنبي، بل لابد لها من أن تكون نهاية في الغرور والتكبر، لما للابتسامة والتواضع للرجل الأجنبي من دواعي الفساد.

والجبن: صفة أخرى حميدة من صفات المرأة، ولا يستلزم أن تكون المرأة شجاعة تخرج على سبيل المثال ليلاً لوحدها، فتوقعها الشجاعة في شراك الضعفاء والذين في قلوبهم مرض، فتجني على نفسها ما يبعث على إراقة ماء الوجه والدخول في مشكلات هي في غنىً عنها.

أجل، الصبر على الشدائد ومواجهة المشاكلات يدخل ضمن الشجاعة ولكن يختلف عما ذكرنا آنفاً.

والجبن هذا الذي نعنيه محمود في حفظ العفة والناموس.

والبخل كذلك، صفة محمودة في النساء، لما لها من آثار إيجابية في حفظ أموال الزوج والسعي في عدم الإسراف اعتباطاً.

 

التفوه بالكلمات النابية وأثرها على الأولاد

أشرنا إلى أن محيط الأسرة هو كالدولة الصغيرة التي يسعى من في داخلها للحفاظ عليها؛ رئاسة المنزل بعهدة الرجل انطلاقاً من حكم الشريعة والعقل، وعليه أن يسلك سلوكاً يوصله إلى مكان تكون كلمته فيه نافذة، ناهيك عن التحكم في عواطف أفراد أسرته.

 

 

 تنفيذ التكاليف اشتياقاً

أفراد الأسرة الواحدة، وخاصة الزوجة، عليها أن لا تركب رأسها قبالة أوامر رب الأسرة، وينبغي لها أن تنفذ ما تومر به على الرحب والسعة وتتابع مسؤولياتها من دون إكراه وقهر طبقاً لكون الإنسان مختاراً في الإسلام.

ومن لا تعرف وظيفتها، وتشعر بأنها مرغمة على أدائها تفتر علاقتها بزوجها، ولا تنهض بواجبها إلا حين تراه.

ومن هذا الجهل والشعور الخاطئ تنشأ عوامل فناء الأسرة.

ومسؤولية المرأة داخل حدود المنزل مساوية لمسؤولية زوجها خارج المنزل. فكلاهما ينهض بما تحتاج إليه الأسرة من شؤون.

فيجب أن لا تتكاسل في عملها في إيجاد أسرة نافعة على مستوى المجتمع الكبير.

وضعية القائد والمقود، المرأة وزوجها، الأب والإبن كل هؤلاء حري بهم أن يتعاملوا مع من دونهم أو مع من هم أكبر منهم بكامل الاختيار وصولاً للهدف المرسوم وهو المسؤولية وكيفية إنجازها.

وعلى هذه الشاكلة فقط يمكن أن يكون التوفيق حليف العاملين.

يجب أن يعلم الرجل ـ على الرغم من أنه قائد ورئيس ورب أسرته ـ أن حكومته للأسرة والتوفيق الذي قد يصبغ حكومته هذه سوف يمكنه من النفوذ داخل قلوب أفراد أسرته أو حكومته وسيتمكن من تسخير هذه القلوب فيما يريد.

 

 

 ائتمار الزوجة والأولاد

على الزوجة والأولاد الائتمار بأوامر رب الأسرة والانتهاء عما نهى انطلاقاً من وجوب احترامه وامتثال ما يريد من الحق، لا من الخوف منه.

فبالتودد تحيا القلوب الميتة، وبالتمرد تموت القلوب الحية. ومن التودد معرفة الواجب وأداؤه، وهو كما نصت عليه الآية المباركة:

(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم).

 

فللرجل القيمومة على زوجه وتوجيهها حفاظاً على ما بينهما من المودة والرحمة. وإنما أوتي هذا الحق لما له من وعي وصبر على خدمة أسرته والحرص على سعادتها أبداً.

فهو لا يحاسب حتى يدرك، وإذا حاسب رحم وأنصف. وحسابه تذكير وتنوير لا تسلط وتجبر.

وإذا كانت الزوجة ـ لا سمح الله ـ طويلة اللسان على زوجها اضطرب سير الأسرة، واضطر الرجل إلى البطش لتقويم الإعوجاج. وقد يزداد الوضع سوءاً باستعمال القوة وسيكون الأمر أشد على المرأة العاصية. ولهذا ننظر في مسألتين مهمتين:

 الأولى ـ سوء الخلق

إذا كان الرجل سيئ الخلق لأهله يحمل أسرته ما لا طاقة لهم به، عاملاً طبق ما يمليه عليه هواه، فسوف يلقى حسابه في هذه الدنيا على يد الحكومة الإسلامية علاوة على ما ينتظره من ضغطة القبر.

 

 عذاب البرزخ الطويل

من حسن الحظ، أنكم تعلمون أن الحساب في عالم البرزخ وعالم القيامة يختلف عن الحسابات الدنيوية.

فهناك عذاب شديد وعظيم تعادل فيه الدقيقة من العذاب مع آلاف السنين من حسابنا في هذه الدنيا الفانية على كل حال.

 

 النساء مؤتمنات من قبل الرجال:

النساء المسلمات هن المطيعات الحافظات لعهودهن وحقوق أزواجهن ساعة الغياب.

وقد أشار الله سبحانه وتعالى إليهن بالحفاظات سورة النساء، الآية: 34. والمعني هنا حفظ العفة داخل البيت الزوجي وخارجه، وإذا تنكرت المرأة لحفظ عفتها فقد خانت زوجها، لأن عفة المرأة حق أساسي من حقوق الرجل، فالنساء المتبرجات خائنات، ولا يقتصر الابتذال في العفة على خيانة العفاف بشكل عام، بل يتعداه إلى خيانة الزوج والطعن في نظام المجتمع بانتهاك حرمة الحجاب مثلاً وجلب أبصار الغرباء والمحارم ممن لا يحلون عليها.

إذن على المرأة أن تكون حارساً على عفتها، فهي أمانة لزوجها عندها أي أن النساء مؤتمنات من قبل الرجال، لذا عليهن أن يتحملن عبء هذه الأمانة في أعناقهن.

وعلاوة على حفظ العفة، التواضع الذي يجب أن تبديه الزوجة لزوجها، لأنه لابد للمأمور من التواضع من عذاب العاجلة، فعذاب دقيقة في القبر يعدل ألف سنة من عذاب الدنيا.

 

 

 في الأخبار عن المسيح (ع)

جاء في خبر، أن عيسى (ع) أحيا بإذن الله فتىً مات لدقائق مضت، وبعد لحظات من دفنه خرج من قبره وقد شاخ وانحلت قواه واسود لونه وذبل وعلته قترة من الغم ومن الحزن.

على هذه الحال سأله المسيح (ع): كم انقضى من الأيام على وفاتك؟

فأجاب: فوق عشرة الآف سنة (على الرغم أنه لم تمض دقائق على وفاته).

سأله ثانية: ماذا لديك من أخبار عالم البرزخ؟

قال: بعد أن غطيت بالتراب وذهب عني الأهل والأحباب وبقيت وحيداً، جاءني الموكلون الإلهيون يناقشون فيما أمضيت؛ وحين أعجز عن الجواب يعملون بي السوط، فامتلأ القبر ناراً، وهكذا مضت عليّ ألف سنة وأنا على هذه الحال أتلوى تحت سياط النار.

 

 رواية أخرى

جاء في مكان آخر أن المسيح (ع) كان قد أحيا إذن الله تعالى رجلاً عجوزاً كانت السنون قد أتت عليه وعلى قبره فلم تترك لقبره معلماً وحين بعث من رقدته كان يثير الدهشة بنشاطه وسروره؛ فسأله المسيح (ع): كم لبثت؟

فأجاب: ما هي إلاّ لحظات.

فسأله ثانية: ما الخبر عن عالم البرزخ؟

قال: بعد رد التراب عليّ في القبر فتح لي باب لروضة غناء كبيرة، خضراء فرحت إليها وإذا بحور العين تحثني على إسراع الدخول عليهن وقد هببن لاستقبالي.

 

 

 تذكير

لا نعني بسوء الخلق السباب والشتائم، التلفظ بالكلمات النابية عمل قبيح وغير محمود، ولا ينبغي للمسلم أن يطعن ويلعن ويتفوه ببذئ الكلام حتى على عدوه. فقد منع أمير المؤمنين (ع) في حرب صفين نفراً من جنده كانوا يسبون ويشتمون أفراداً في جيش العدو، وقال (ع): إني أكره ان تكونوا سبابين(13)

وعلى المسلمين أن يدعوا لعدوهم، ويطلبوا لهم من الله الهداية إذا كانوا هم أهلاً لذلك.

 

 حكاية عن سوء اللسان (البذاءة)

في خبر عن الإمام الصادق (ع) بصدد البذاءة، أن أحد أصحابه (ع) كان عنده وقد أوصاه بالذهاب إلى مكان ما.

وإذ مضى كان غلامه يمشي خلفه، فناداه، لكن الغلام لم يرد.

وناداه ثانية، فلم يرد أيضاً.

وناداه الثالثة، فلم يسمع منه جواباً، فسبه قائلاً: "يا ابن الفاعلة، إياك أعني".

يقول الراوي: وعند سماع الإمام الصادق (ع) قبيح كلامه وقف عن الاستمرار في سيره، ووضع يديه على خاصرتيه، وقال: ماذا قلت؟

قال: يا ابن رسول الله، هذا الذي قلته للغلام لعلمي أن أبوي الغلام ليسا من الإسلام في شيء وأنهما كان هنديين.

قال الصادق (ع): دعنا من أبويه، أريد أن أقول لك لماذا تسب وتشتم؟

ليس لك بعد الآن حق في صحبتي.

قال الراوي: لم يقبل الإمام الصادق (ع) يوماً ضيافة هذا الصحابي ولم يصاحبه في قليل أو كثير على مدى حياته.

 

 

 رواية أخرى

في خبر آخر جاء: إن اليهود ائتمروا أن يسيئوا القول للرسول (ص)، فذهبوا إلى داره واحداً بعد آخر للسلام عليه بعبارة "السام عليكم" أي: نتمنى لك الموت.

فأجاب الرسول بكل صلابة "وعليكم".

فاستاءت "عائشة" من قباحة اليهود، وبدأت تكيل لليهود السباب والشتائم، وقالت: "الموت لكم أولاد الخنازير والقرود".

حينها حبس الرسول الأكرم (ص) عائشة وقال:

"إذا لم تتجسم حقيقة السب واللعن، فلن تكون هناك صورة أقبح من هذا السب وذاك اللعن".

 

 

 نتيجة

من هذه الروايات والأخبار يمكن أن نخلص إلى نتيجة هي: أن المسلمين ينبغي لهم أن يكونوا متأدبين، ممتنعين عن لغو الحديث وما إلى ذلك من السب والشتم وأن يحفظوا ألسنتهم كما يحفظون أموالهم.

ومراعاة هذا الأمر في الأسرة خصوصاً تحظى بأهمية كبرى، فإذا لم يراع المسلمون هذا الأمر، فلا يمكن لأحد أن يطلق عليه اسم حارس الإسلام وقد يشطب اسمه من سجل النبي الأكرم (ص) ليخرج بذلك من أمة رسول الهدى (ص).

ولا يكون تقصير المرأة في عملها مثلاً داعياً لسبها وباعثاً على إهانتها.

وليس لأحد حق في أن يسب أو يشتم زوجته أو أي شخص آخر، إذا ضيعوا حقه، لأنكم سوف تواجهون بسبابكم هذا شدة عذاب القبر، وستجرون في الغد القريب (يوم القيامة) إلى العذاب بالسب والشتائم.

 

 المسألة الثانية ـ تأثر الأولاد

المسألة الثانية التي يجب أن نلتفت إليها، هي تأثر الأولاد بسلوك الأبوين من عمل أو قول.

وعلى هذا الأساس لا ينبغي أن يسيئ الوالدان القول أو الفعل في جميع القضايا التي تحدث بمحضر أولادهم؛ لأنها تسجل في أذهانهم وتنعكس على سلوكهم.

 حكاية رابعة

تقول إحدى النساء: أثناء الشروع بالخلاف مع زوجها أحياناً والذي فيه يضطرب نظام أسرتها، تعمد إلى إرسال أولادها إلى دار أمها حتى لا يكونوا حاضرين ما قد يحدث من حدة في الكلام أو تعبير يجب أن يبقى خافياً عليهم، لئلا يؤثر في نفوسهم تأثيراً سيئاً.

هذا العمل، عمل جيد إنصافاً، لما للخلافات ولو لساعة واحدة داخل محيط الأسرة من آثار لا تحمد عقباها في تكوين شخصية الأولاد.

 

 

المصدر: موقع شبکة السراج، کتاب الأسرة في الإسلام للشیخ المظاهري

 

 

الهوامش:

(1) وسائل الشيعة، ج7، ص10.

(2) لكسب معلومات أدق عليك بمراجعة مقالة الجمال، مقالة الحب والعبادة من كتاب "الفطرة" للشهيد مطهري.

(3) وسائل الشيعة ج7 ص9 كتاب النكاح.

(4) وسائل الشيعة ج7 ص11 كتاب النكاح.

(5) وسائل الشيعة ج7 ص11.

(6) من لا يحضره الفقيه ص324 ـ الحديث الخامس.

(7) هذه الرواية مع بعض التغيير والإضافة موجودة في ج10 من بحار الأنوار ص24 ـ 25 وقد ذكرت هذه الجملة مكان الجملة التي ذكرناها في المتن "سررت كثيراً لأن رسول الله (ص) عفا عن مشاركتي الرجال أعمالهم".

(8) قال أمير المؤمنين (ع) كتب الله الجهاد على الرجال والنساء، فجهاد الرجل بذل ماله ونفسه حتى يقتل في سبيل الله، وجهاد المرأة حسن التبعل (وسائل الشيعة ج11 ص15).

(9) قال رسول الله (ص) أحسن نساء أمتي امرأة سلمت أمرها لمطالب زوجها حين رأته غضباناً وقالت له: "إن لم ترض عني لن يغمض لي جفن" بحار الأنوار 103.

(10) أصول الكافي ج3، ص373.

(11) قال رسول الله (ص): "... وما من شيء أحب إلى الله عز وجل من بيت يعمر بالنكاح، وما من شيء أبغض إلى الله عز وجل من بيت يخرب في الإسلام بالفرقة يعني الطلاق". (وسائل الشيعة ج14 ص266).

(12) بحار الأنوار ج103، ص238.

(13) نهج البلاغة فيض، ص659، الخطبة 197.