منتجون غذائيون في البلقان ينطلقون في صنع الحلال

سراييفو, 19-05-2013 (ا ف ب) - سعيا لمواجهة الازمة الاقتصادية، ينطلق منتجون غذائيون في البلقان في صنع منتجات حلال تستهدف في الوقت نفسه الاسواق الغربية وكذلك اسواق العالم الاسلامي التي يتزايد فيها الطلب في شكل مستمر.

واكد امل كوفاسيفيتش المسؤول عن معرض منتجات الحلال في سراييفو "ان سوق الحلال يقدر باكثر من مليار شخص في الكوكب. وهو سوق فتي يملك قدرة شرائية كبيرة ويتزايد الطلب فيه بنسبة 10% الى 20% سنويا".

ومعرض المنتوجات الحلال الذي نظم من 15 الى 17 ايار/مايو للمرة الاولى في منطقة البلقان، استقبل نحو ثلاثين عارضا من المنطقة. وعرضت في اجنحته منتجات اساسها اللحوم، والاجبان والحلويات والمعجنات وحتى مستحضرات التجميل الحلال.

ولفت كوفاسيفيتش الى ان منطقة البلقان تتميز بموقعها الجغرافي في حوض البحر المتوسط، ما يسمح لها بتسويق منتجاتها في الاسواق الغربية وبلدان العالم الاسلامي في آن واحد.

وقال "في هذه الازمة الاقتصادية والمالية التي تهدد وجود العديد من الشركات، لا بد من الاستفادة من موقعنا عند ملتقى الشرق والغرب. لدينا الارض والهواء المناسبين وكذلك اليد العاملة الرخيصة. انها فرصة للتنمية الاقتصادية في هذه المنطقة".

وعلى الصعيد العالمي، قدر "المنتدى العالمي للحلال" سوق الاغذية الحلال في العام 2009 بنحو 635 مليار دولار 490 مليار يورو.

واعتبر عاصم بايراكتاريفيش مدير مصنع برايلوفيتش لتحويل اللحوم قرب سراييفو انه "يجب عدم النظر الى الحلال على انه امر سيسرع تلقائيا الانتاج وسيزيد الارباح بين ليلة وضحاها".

واوضح "انها طريقة لتحسين نوعية المنتجات وتوفير الظروف للنمو عندما سنصل الى اسواق اخرى في الخارج".

وقد حصل مصنع برايلوفيتش الذي تقدر قدرته الانتاجية ب15 الف طن في اليوم، على شهادة اهلية كمنتج حلال قبل ثلاثة اشهر. وهو بين حوالى 150 منتجا غذائيا في البلقان قرروا احترام معايير واحدة لصناعة اكثر من الفي منتج.

واشار امير ساكيتش مدير وكالة للتصديق على منتجات الحلال في سراييفو الى ان عدد الشركات التي تحصل على شهادة اهلية لصنع منتوجات حلال وكذلك عدد المنتجات يتزايد بما بين 30% و40% سنويا، فيما يقدر رقم الاعمال ب550 مليون يورو.

ومفهوم "الحلال" مهم جدا بالنسبة للمسلمين خصوصا لجهة الطريقة التي يذبح فيها الحيوان. كما يتوجب ان يذبح الحيوان مع لفظ عبارة "باسم الله" من قبل مسلم كما قال ساكيتش.

والوكالة الذي يديرها والتي اصبحت مرجعا اقليميا لنوعية الحلال، انشئت في 2006 بدعم الطائفة الاسلامية المحلية في بلد يشكل فيه المسلمون اكبر طائفة الى جانب المسيحيين.

ويمثل المسلمون نحو 40% من التعداد السكاني المقدر ب3,8 ملايين نسمة في البوسنة، لكن قدرتهم الشرائية متواضعة فيها لذلك يعول المنتجون كثيرا على التصدير.

وجزء كبير من الشركات التي طلبت الحصول على شهادة اهلية لانتاج "الحلال" هي من كرواتيا وصربيا ومونتينغرو او مقدونيا البلدان المجاورة للبوسنة حيث يشكل المسيحيون الغالبية.

واكد كالين بابوسكو وهو مسؤول في مصنع "ماماز" المقدوني الذي ينتج المربيات وهريسة مصنوعة من الفليفلة والباذنجان الشعبية جدا في البلقان "اننا نصدر منتجاتنا الى عشرين بلدا. وهذه السنة حصلنا على شهادة حلال وذلك يساعدنا كثيرا على زيادة مبيعاتنا خصوصا في الدول الاسكندينافية".

واضاف "قبل الحصول على الشهادة، كنا نصدر الى السويد شاحنة منتجات كل ثلاثة اشهر. واليوم نصدر اليها شاحنة كل شهر".